دور المفكر في التجديد والتمرحل والتطور

العقل نعمة من نعم الله عز وجل وهو الميزة التفضيلية التي حباها الخالق عز وجل للإنسان وأصبح بها البَشَر مميزين عن بقية مخلوقات الله في الأرض ، خلق الله الإنسان لعبادته ولإعمار الأرض ومن هذا المنطلق أصبح الإنسان مكلفاً ومسؤولاً عن الأرض وبما تحتويه من مكونات ويقع على عاتقه رعايتها والحفاظ عليها والإجتهاد في تطوير الوسائل التي تمكنه من الإستفادة القصوى من خيراتها ، وهنا يبرز جلياً أن الخالق عز وجل وهب الإنسان نعمة العقل لكي يتفكر ويتدبر ويختار كل ماهو أفضل حيث أن الإنسان بعقله هو الأقدر على التحكم بخياراته التي نتجت بطبيعة الحال عن التفكر والذي مر بمراحل عديدة من التحليل والإستنتاج والمقارنة. وبذلك نتأكد تماماً أن على الإنسان الإجتهاد بالطاقة القصوى لإكتشاف العقل وإستخدامه الإستخدام الأمثل لإنتاج الأفكار التي من شأنها إحداث التجديد الإيجابي سعياً منه نحو الأفضل. ومن هنا يبرز جلياً أهمية ومحورية دور المفكر ، ويمكن أن أقول أن مدى الإهتمام بالفكر والمفكرين وموقع إصطفافهم يحدد مدى التطور وحقيقة السعي إلى الأفضل أو العكس مدى الإنحياز إلى الجهل والتخلف والتقهقر . إذاً من هو المفكر ؟ يجيب البروفسير عبدالكريم بكَّار عن هذا السؤال في كتابه (تكوين المفكّر- خطوات عملية ) {أن المفكر هو من يتبوأ منزلة ثقافية وعقلية هي فوق منزلة المثقف ودون منزلة الفيلسوف ويذكر أن هذا التصنيف لايقوم على أساس التفوق الذهني أو على أساس النفع للناس أو على أساس الأهمية في المجتمع ، وإن كل فيلسوف مفكر وليس كل مفكر فيلسوفاً، وإن كل مفكر مثقف وليس كل مثقف مفكراً. وأن كل الناس يفكرون ولكن هنالك فرق بين من ينصرف في تفكيره إلى حل المشكلات اليومية التي تواجهه في معيشته وعمله وبين تلك الصفوة من الناس الذين يحاولون توفير أسس لقراءة الماضي والإستفادة منه ، كما يحاولون توفير قواعد لفهم الحاضر وإكتشاف العلاقات بين القوى المؤثرة فيه}. أجد نفسي ميالاً لتعريف المفكر أنه من يبحث بدقة في أعماق المشكلات تفصيلاً وتشريحاً لإيجاد التفاسير المؤدية لطرق الحلول النابعة من حب المعرفة بحثاً عن الحقيقة، وتجده كثير الإطلاع على مختلف أنواع العلوم والمعارف مجانساً بين التنظير والواقع. المفكر يزاوج بين صناعة المفاهيم وبلورة الرؤى وإستخلاص العبر ، وبين إصلاح الواقع وتشخيص الأزمات التي يعاني منها الناس وصولاً للحلول الواقعية. إذاً نخلص إلى أن المفكرين لهم دور طليعي في إحداث التحول الإيجابي المتطور إذا أُحسن تموضعهم وبطبيعة الحال سيكونون عنصراً أساسياً مع مختلف مكونات المجتمع الباحثة عن الأفضل، بمثابة كشاف الضوء في العتمة. 🖋 منير معاوية 📌1 أبريل 2019